المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماة/د. طلال محمّد الدّرويش


Nabil
06-10-2011, 10:29 PM
حماة

الدكتور طلال محمّد الدّرويش

لعينيكِ ، هُبّي ، تلذُّ الحياةُ * لثأرِ الحمى يا حماةُ

عُداتُك جاؤوا وظلّوا عراةً * وهم رغم كلّ التّخفّي عراةُ

أيحكم عبدٌ كرامًا أباةً * ويرضى بحكمِ العبيدِ الأباةُ ؟!

حماةُ فداكِ تنادى شبابٌ * بآبائِهم قد تغنّى الرّواةُ

أسودٌ بحقٍّ تُربّي أسودًا * وكلٌّ نشامى وكلٌّ سَراةُ

إذا اللّيل أرخى سدولَ المعاصي* تصدّى لليلِ التّردّي الهداةُ

نحاريرُ ألقت طيوفُ التّجلّي * عليهم علومًا وعتْها الحَصاةُ !

وعند السّلامِ ألوفٌ دعاةٌ * وعند اللّقاءِ ألوفٌ دُهاةُ

تساوى لديهم بعزّ بقاءٌ * بحضنِ الثّريّا وَفَى أو مماتُ!

ويرعَوْنَ ذِمَّةَ كلِّ عشيرٍ * وكلِّ نصيرٍ ، فنعم الرّعاةُ !

وقد يستكينُ الزّمان ويمضي * وليست تلينُ لأُسْدٍ قناةُ !

فلا يَخْدَعَنْكَ التّروّي بحالٍ * ولا تخدعَنْكَ لِلَيْثٍ أَناةُ!

حَماةُ الرّجالِ حماها إلهي * فعند لِقاها يذلُّ الغُزاةُ

هنا أصلُ كلّ الإباءِ وفيها * لكلِّ فخارٍ وعزٍّ نَواةُ !

لِقَوْمي انتهى كلُّ مجدٍ أثيلٍ * بَنَتْهُ وصانت حِماه الكُماةُ !

فقولوا لمن غرّه ما تمنّى * وبيَّتَ غدرًا ، وقال : عصاةُ !

خسئت فقد هَبّ كلُّ شريفٍ * وهبّ الرّجالُ وهبّ البناتُ

يذودون عن كلّ شبرٍ بروحٍ * وبِتُّمْ حيارى وفي الأمن باتوا !

ظمئتم فلم يَرْوِكُمْ من دماهم * فيوضٌ طَمَتْ ما احتواه الفراتُ !

كذا أنجبتكم بغايا اللّيالي * ثمارًا لزرعٍ سقاه البغاةُ !

ومن بثّ خبثًا بأرضٍ سقاها * بخبثٍ فَجَنْيُ الخبيثِ المَواتُ !

دعيٌّ يولّي دعيًّا ويمضي * كذاك يولّي الطّغاةَ الطّغاةُ !

وحبلُ الطّغاةِ قصيرٌ رَميمٌ * وسودُ اللّيالي تليها الغَداةُ !

بكلّ اللّغات تنادتْ شعوبٌ * وغُمّت عليكم بجهلٍ لغاتُ !

لكم من لحومِ العذارى كتابٌ * ومن دمِ كلّ بريءٍ دَواةُ !

فأنتم وكلُّ مُشينٍ سواءٌ * وأنتم لكلِّ خبيثٍ لِداتُ !

غلاةٌ بدينٍ وفكرٍ وكفرٍ * فقوموا لموعدِكم يا غلاةُ !

لقد بلغَ السّيل أعلى زُباه * وليس لحرٍّ بضيمٍ سُباتُ !

فقوموا فقد جاءكم ما حكمتُمْ * وسُدْتُمْ به يوم أنتم قضاةُ !

هو الموتُ قد هبّ في عَطْفَتَيْهِ * سيوفٌ تسوقُ الرّدى وظُباةُ !

أتتكمْ قوافِلُهُ مسرعاتٍ * تخبّ وفيها الحتوفُ حُداةُ !

بِعَتْمِ القبورِ تنادي عظامٌ * ويدعو عليكم هناك رُفاتُ !

حَماةُ ستبقى ويرحلُ بَغْيٌ * ويرحلُ عنها الجناةُ العُتاةُ!

غدًا نلتقيها بأفراحِ عرسٍ * بِمَهرٍ غلا لم تنلْهُ فتاةُ !

تهونُ النّفوسُ لعيْنَيْ عروسٍ * إليها الكرامُ الأباةُ سُعاة!

فمهلاً حماةُ ، أليست جذوري * هنا ، ولها في ثَراكِ ثَباتُ ؟

فقولي لأمّي : سلامًا فإنّي * على العهدِ ما أشرقت لي الحياةُ !

على العهد إنّي مقيم ودربي * هُداه الرّضى والرّجا والوَصاةُ !