Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات الترجمة~¤¦¦§¦¦¤~ > المنتدى العام للترجمة

المنتدى العام للترجمة شرح المواضيع العامة للترجمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2007, 10:31 AM   #1
بوابة سوريا
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
العمر: 41
المشاركات: 152
معدل تقييم المستوى: 18
بوابة سوريا is on a distinguished road
افتراضي حرب اللغات

حرب اللغات

كانت الإنجليزية لغة محلية قبل 300 عام .. و«اللغات» العربية بعضها انقرض وبعضها عاش
واشنطن: محمد علي صالح
انسحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل ايام من مؤتمر قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل، عندما قدم الفرنسي اغيرنست سيلييرغ، رئيس البنك المركزي الاوروبي، تقريرا اقتصاديا للمؤتمر، تحدث فيه بالانجليزية. قاطعة، بعد اول جملة، شيراك، وقال له: «لماذا بحق السماء تتكلم الانجليزية؟» اجاب «لانها اصبحت لغة الاقتصاد العالمي»، لكن شيراك لم يقتنع، وخرج مع بقية الوفد الفرنسي من القاعة، ولم يعودوا الا بعد ان غير سيلييرغ الى الفرنسية.

وعلق جون فلمينغز، استاذ اللغة الانجليزية في جامعة «برنستون» الاميركية، بأن ما فعله الرئيس الفرنسي، ذكره بما فعله كنوت ملك بريطانيا قبل الف سنة، عندما ظن «ان مد وجزر البحر يحدثان حسب اوامره»، في اشارة الى رغبة شيراك في التصدي للانتشار المطرد للانجليزية. وطمأن فلمينغز الرئيس الفرنسي، بأن اللغة الانجليزية حققت ما لم تحققه اي لغة في تاريخ العالم، لأنها انتشرت في كل مكان. وستظل تنتشر.

وقد كتب الفرنسي بيرنارد كاسين، مؤسس حركة «اتاك» المضادة للعولمة، في جريدة «لوموند» الفرنسية أن «سيطرة اللغة الانجليزية موضة، وليست ضرورة». وأضاف أن الانجليزية «ليست لغة اغلبية العالم. اذا اتحد المتحدثون باللغات اللاتينية، سيزيد عددنا على عدد المتحدثين بالانجليزية باكثر من الف مليون شخص». وقد ظهر كاسين كواحد من قادة معارضي العولمة، ومنظمة التجارة العالمية، ومنتدى دافوس الاقتصادي. واشترك في تأسيس «المنتدى الاجتماعي» المضاد. وانتقد من اسماهم «الليبراليين الجدد» وقال ان «الشركات العالمية العملاقة اغرتهم بفلسفتها واموالها. بعض بني وطني (فرنسيين) ليبراليون جدد لا يلتزمون باللغة الفرنسية، (ربما مثل سيلييرغ الذي اغضب شيراك)». واتهمهم بأنهم «وقعوا ضحايا الامبريالية اللغوية». وأضاف: «يجب ألا نسمح لهذه الامبريالية بأن تسيطر على لغتنا التي هي اساس هويتنا. كيف سنكون فرنسيين بدون الفرنسية؟» وربما قرأ كاسين كتاب روبرت فيلبسون «الامبريالية اللغوية». فقد فصل فيلبسون هذه النظرية الجديدة، التي ظهرت قبل عشرين سنة تقريبا كواحدة من نظريات الامبريالية الثقافية. ووصفها بأنها «امبريالية اللغة الانجليزية للتسلل، ثم التأثير، ثم السيطرة على لغات اخرى». لكن الانجليزية كانت لغة محلية حتى قبل ثلاثمائة سنة، وانتشرت بعد غزو واستعمار دول في آسيا وافريقيا والبحر الكاريبي، وبعد تأسيس الولايات المتحدة. وأصبحت عالمية خلال الخمسين سنة الماضية. لكنها، قبل ذلك، استعمرت مثلما استعمرت. ادخل النورمانديون الفرنسية عندما غزوا بريطانيا قبل اكثر من الف سنة، واستعملوا لغة «انغلو نورماندية»، ولفترة طويلة كان استعمال كلمات فرنسية دليلا على تحضر ورقي البريطانيين. وأدخلت، بعد ذلك، الامبراطورية الرومانية المقدسة اللغة الالمانية، لغتها الرسمية. بل وكادت الالمانية ان تكون لغة الولايات المتحدة، عندما تأسست في سنة 1776، لأن كثيرا من المهاجرين في ذلك الوقت كانوا من المانيا والدول المجاورة لها. لكن فشل الالمان في ذلك، وفي غزو آسيا وافريقيا وتأسيس مستعمرات فيها، ثم في الحرب العالمية الاولى، اوقف زحف لغتهم.

اما اللغة العربية، فيتكلم بها كلغة ام 250 مليون شخص تقريبا، ويتكلمها كلغة ثانية مثل هذا العدد، بالمقارنة مع الانجليزية التي يتكلمها كلغة ام 350 مليون شخص، ويتكلمها كلغة ثانية اكثر من 700 مليون شخص.

وقد تزايد اهتمام الاميركيين، وبقية شعوب العالم، باللغة العربية بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول). زادت مقرراتها في الجامعات والمدارس الثانوية، واهتمت وزارة الخارجية بتدريسها لدبلوماسييها، واعلن البنتاغون أخيرا رصد بليوني دولار لهذا الهدف. وقد استفادت اللغة العربية من موقع العرب الجغرافي، في مفترق طرق الحضارات، ولأنها لغة القرآن الكريم. ولهذا تعرف وتدرس في دول ومجتمعات اسلامية بعيدة جدا عن الشرق الاوسط. ولهذا أثرت وتأثرت ربما اكثر من اية لغة اخرى. دخلتها لغات اوروبية، وخاصة الانجليزية والاسبانية بكلمات مثل «سكر» و«قطن» و«الجبرة»، ودخلت فيها كلمات انجليزية مثل «ساندوتش» و«تلفزيون» و«هاتف».

ومثل الانجليزية، تبعت الجيوش والتجار، وتأقلمت على ثقافات بلاد بعيدة. وانقسمت الى انواع جانبية. انقرضت عربية الاندلس بعد سقوط الاندلس (رغم انها لا تزال جزءا من الادب العربي)، وظهرت عربية جوبا (بسبب زيادة الثقافة الاسلامية العربية في جنوب السودان)، وتحولت عربية مالطا الى لغة اوروبية (اصبحت المالطية اللغة الاوروبية الوحيدة ذات جذور عربية). لكن العربية تواجه، مثل لغات عالمية اخرى، انتشار اللغة الانجليزية في عصر التلفزيون الفضائي والإنترنت، ولا يعرف اذا كانت ستكون مثل الانجليزية الاميركية، تقبل «الغريب المفيد».

واصبحت اللغات عبر التاريخ مثل الجيوش، تهزم وتنهزم. ولهذا حاولت اكثر من حكومة حماية لغة شعبها من خطرين: الاول، سيطرة اجنبية تستبدل تدريجيا لغة بلغة. والثاني، تغلغل غير منظم، ربما بتعاون جزء من الشعب نفسه. واستعملت الحكومات طرقا كثيرة لحماية لغاتها. فقد منعت استعمال كلمات اجنبية، ومنعت تدريس لغات اجنبية في مدارسها، وفرضت لغتها مادة اجبارية في المدارس، واشترطت اجادة لغتها للتعيين في وظيفة، ولحصول اجانب على جنسيتها، ودفعت اغراءات مالية لدراسة لغتها، حتى في مدارس خارج حدودها، وعينت لجانا لاختيار كلمات محلية مكان الكلمات الاجنبية (مثلما يفعل مجمع اللغة العربية في القاهرة).

نجحت مثل هذه الاجراءات عندما كانت اللغة المحلية اقوى من الاجنبية، ونجحت عندما كانت اللغة المحلية ضعيفة، لكن لازمها تصميم وطني. مثلا: كانت اللغة الاوكرانية، في القرن التاسع عشر، جزءا من اللغة الروسية، لكن استمرار تمرد الاوكرانيين على سيطرة جيرانهم الروس الاقوياء، حول لغتهم الى لغة مستقلة. ويقال ان الاوكراني يغضب اليوم اذا قال له انسان ان لغته جزء من الروسية.

لا تنهزم لغة محلية اذا لم يهجرها اهلها، ولا تنتصر لغة اجنبية اذا لم يرحب بها اهل لغة محلية. ولهذا سأل الان ديفز، استاذ لغات بريطاني «ماذا نفعل اذا اصر الذين استعمرناهم على الا يتركوا لغتنا؟»، واتفق معه جوزيف بيوسنغ، مؤلف كتاب «الامبريالية اللغوية وحرية الاختيار»، وواضح من اسم كتابه انه ضد نظرية امبريالية اللغات، ومع حرية الاختيار. وأشار الى نيجيريا، وقال «يرسل كل نيجري ابنه الى مدرسة ليس فقط ليتعلم الانجليزية، ولكن، ايضا، ليبرز فيها، ويرفع مستواه الحضاري».

وسأل«كيف نفسر هذا؟ هل النيجري جزء من مؤامرة امبريالية اجنبية ضده؟» وتندر: «اذا قرر النيجريون الغاء اللغة الانجليزية، لا بد ان يقرروا الغاء دولتهم لأنها ولدت انجليزية».

وتعتقد اغلبية خبراء اللغات ان اللغة لا يمكن ان تكون استعمارا او امبريالية، مثل احتلال قوات اجنبية. وقالوا ان الانسان لا يمكن ان يصبح عبدا للغة تعلمها ويفكر بها، لأن هذه اللغة اصبحت جزءا من هويته.

ولجأت بعض اللغات، خوفا من الانقراض، الى تغيير طريقة كتابتها. فقد غير يهود المانيا، في القرن الماضي، كتابة لغة «يديش» من الحروف اللاتينية الى الحروف العبرية، وذلك عندما لاحظوا انها في طريقها الى الاندماج في اللغة الالمانية. وساعدهم تأسيس دولة اسرائيل على المحافظة عليها اكثر. لكن هذا خلق وضعا غريبا: يقرأ اسرائيلي كلاما مكتوبا بلغة «يديش» بالعبرية لزميل الماني، ويفهم الالماني الكلام، ولا يفهمه الاسرائيلي. كما التزم الباكستانيون، بعد انفصالهم عن الهند، بكتابة اللغة الاوردية بحروف عربية، بينما التزم الهنود بكتابة اللغة الهندوسية بحروف دافنغارية. وقوى ذلك هوية كل لغة، وابعدهما عن بعضهما البعض. وزاد الابتعاد بعد ان دخلت الاوردية كلمات عربية كثيرة، ودخلت الهندوسية كلمات سنسكريتية كثيرة.

ومثل حالة لغة «يديش» اليهودية، يقرأ عربي كلاما مكتوبا باللغة العربية لزميل باكستاني، ويفهم الباكستاني الكلام ولا يفهمه العربي. ويقرا الباكستاني كلاما مكتوبا باللغة العربية ولا يفهمه (وينطبق هذا، احيانا، على القرآن الكريم). وحرص اهل كرواتيا، بعد انفصالهم عن يوغوسلافيا، قبل اكثر من عشر سنوات، على كتابة لغتهم بحروف لاتينية لتأكيد انفصالها عن اللغة الصربية التي تكتب بحروف سرليكية (روسية).

توضح هذه المنافسات الوضع المعاصر لحرب اللغات. لكن تاريخ حرب اللغات يوضح ان هناك لغات انهزمت وانقرضت. فقد اضمحلت اللغة اللاتينية. ولا يعرف اللغة الارامية (لغة عيسى المسيح) غير بضعة آلاف. وعرف علماء اللغات اللغة المنقرضة بأنها التي يتكلمها اقل من الف شخص، ووجدوا ان هناك اكثر من ثلاثمائة لغة منقرضة، منها الآرامية في سورية، والمهرية والجبالية والهرسوسية في عمان واليمن، والسقطرية في جزيرة سقطرة اليمنية. وانقرضت في اميركا اكثر من مائة لغة. انقرضت لغات هنود حمر، مثل «اباشي» و«شينوك»، وانقرضت لغات اخرى مثل الالمانية التكساسية والفرنسية اللويزيانية (في منطقة نيو اورلينز). ويمكن ان تشبه انجازات اللغة الانجليزية (في اميركا على الاقل) بانجازات المجتمع الاميركي، وذلك لأن الاثنين نجحا في قبول «الغريب المفيد». ورحبا، ولا يزالان يرحبان، بأي ابداع من اي مكان في العالم. فعلا ذلك بدون عقدة نقص. فقد رحبت الانجليزية (الاميركية) بكلمة «غولاغ» (ارخبيل) الروسية، واصبحت تعني كلمتي «معسكر اعتقال»، مع نكهة روسية. ورحبت، بعد هجوم 11 سبتمبر، بكلمة «جهاد» العربية، وأصبحت تعني كلمتي «حرب مقدسة»مع نكهة عربية. وفي هذا قال فليمنغز «لغتنا الانجليزية ترحب بالكلمات التي تهاجر الينا بطرق قانونية وبطرق غير قانونية». وفعلا رحبت بكلمات اسبانية يستعملها المهاجرون، مثل «اميغرا» (الهجرة).

واذا غضب، في الشهر الماضي، الرئيس الفرنسي شيراك، وانسحب من مؤتمر لأن فرنسيا تكلم الانجليزية، فان الرئيس الفرنسي الاسبق فاليري جيسكار ديستان سافر، في الاسبوع الماضي، الى الصين، وفاجأ صحافيين صينيين عندما تحدث معهم باللغة الصينية، وقال انه بدأ يتعلمها قبل عشر سنوات، عمره الآن 82 سنة.

منقول
بوابة سوريا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغات, حرب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قواميس متعددة اللغات Dr Abdo قسم البرامج والقواميس الألمانية 3 08-15-2015 08:58 PM
))) اللغات السامية ((( كوكب الشرق منتدى اللغات الأخرى 5 01-24-2011 02:22 AM
اللغات المجهول؟؟!! ejma منتدى اللغات الأخرى 0 08-28-2010 01:32 AM
ترجمه لجميع اللغات مترجم عالمي ساحة المترجمين والأعمال 0 07-07-2009 11:06 PM
إلى علماء وأساتذة اللغات والاخوه الدراسين ومحبي اللغات في منتدانا الغالي رقه الياسمين منتدى اللغات الأخرى 0 02-03-2009 08:05 PM


الساعة الآن 04:59 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::