جمهورية مصر العربية

[ميسا]

مسجد السلطان حسن.. لم يكن الكثير يعرفونه ولا يعلمون موقعه الجغرافي والتاريخي سواء من المصريين أو الأجانب، وبالرغم من أنه قد أطلق عليه "هرم الآثار الإسلامية" فقد كان الإهمال سمته.. بداية بما هو خارج أسواره ومحيطه ومروراً بزخارفه التي أطفأ زهوتها تراكم الأتربة عليها، وصولاً إلى (فرش) أرضياته التي تكاد تكون صامدة بعدما تم أخفاء الأطراف المتآكلة منها . منذ أسابيع قليلة تبدل حال المسجد مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما له، فذهب الإهمال والتسيب وظهر "بنيولوك" جديد، فأقيم بمدخله نافورة مياه لتجميل المكان وزراعة محيطه بالأشجار والورود، وإزالة القمامة!
مين اللي بناه؟

قام السلطان "حسن بن الناصر محمد بن قلاوون" بإصدار أمر إلى ‏محمد بن بيليك المحسني ‏ببناء مسجد يحمل اسمه وبداخله ضريح كي يدفن فيه، ولكن لم يمهله القدر ذلك فقد قتل أثناء عملية البناء ولم يعثر علي جثمانه، فكان الضريح من نصيب ولداه.
بدأت عملية البناء عام 1356م، ليستغرق بنائه سبع سنوات حيث أكتمل عام 1363م، وكان للأمير بشير الجمدار الفضل في اكتمال بناء المسجد واتخاذ شكله النهائي، وذلك بعدما توقفت أعمال البناء بعد مقتل السلطان.
أهم ما يميزه

أنشئ المسجد على نظام المدارس، فلم يكن مسجداً وحسب، بل أنه كان مقصداً لتعلم المذاهب الإسلامية، وأيضاً سكن للطلبة الدارسين، ونظراً لجمعه بين الجمال المعماري والهندسي وضخامة البناء ودقة الصناعة وتنوع الزخرف؛ استحق أن يكون من أعظم المساجد المملوكية في ذلك الوقت، وأستطاع أن يحافظ علي تلك الريادة حتي يومنا هذا.

وصف المسجد

1- صحن مكشوف بوسط باحة المسجد تبلغ مساحته 32 م × 34.60 م
2- باب مصفح بالنحاس، تحتوي حشواته علي الذهب والفضة، على أشكال وهيئات زخرفية، وهو واحد من مدخلين إلى القبة.
3- التحف النادرة التي يحويها، فتتنوع بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية والتي احتفظت دار الآثار العربية بالكثير منها، وأعتبرت من أدق ما صنع في ذلك العصر.
4- قبة معقودة تحملها ثمانية أعمدة كتب عليها آيات قرآنية بشكل زخرفي رائع، وهي المكان المخصص للوضوء، ويقع بوسط صحن المسجد.
5- أربعة إيوانات بنيت بشكل متقابل ومعقود، أهمها وأكبرها إيوان القبلة.
6- تبلغ مساحة القبة 21م × 21م بإرتفاع 48 متراً، وهي قبة تم إنشائها في القرن السابع عشر، لتحل محل القبة القديمة، وتستمتع بالنظر إلى أركانها حيث المقرنصات الضخمة والتي بنيت من الخشب.
7- جدران القبة يكسوها وزرة رخامية بإرتفاع ثمانية أمتار تعلوها الأركان الخشبية التي نقش في نهايتها تاريخ أنتهاء بناء القبة القديمة 764 هـ.
8- تشغل مدرسة السلطان حسن مساحة قدرها 7906 مترا مربعا ولكنها من حيث الشكل تبدو متعددة الأضلاع، إذ يبلغ طول أكبر الأضلاع 150 مترا وأطول عرض فيها 68 مترا ولها أربع واجهات تطل على ميدان القلعة وعلى الشوارع المؤدية إليه.

قالوا عنه
- د. محمود رمضان، خبير الآثار الإسلامية: "إذا كان لمصر القديمة أن تفخر بأهرامها فان لمصر الإسلامية أن تتيه عجبا بمدرسة السلطان حسن التي وصفها الورثيلانى الرحالة المغربي بأنه مسجد لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء ونباهته".
- المقريزي: "لا يعرف في بلاد الأسلام مسجداً مثل هذا، أنه من عجائب البنيان".
- جومار، في كتاب وصف مصر: "أنه من أجمل مباني القاهرة الإسلامية ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية وارتفاع مئذنتيه وعظمة اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه".

إزاي تروح المسجد؟

ازداد عدد زوار المسجد المصريين أو الأجانب بشكل كبير بعد زيارة أوباما، فإذا كنت ترغب في زيارته أنت أيضا فلا تتردد.. ونقولك تروح إزاي.. يقع المسجد بمنطقة القلعة بميدان صلاح الدين في حي مصر القديمة، ويمكن الذهاب إليه عن طريق:

• ركوب الميكروباص المتجهة إلى منطقة القلعة إذا كنت قادماً من ميدان رمسيس.
• إذا كنت قادماً من اتجاه محطة مترو الملك الصالح، يمكنك ايضاً ركوب الميكروباص من امامه وصولاً للسيدة عائشة والقلعة.
• إذا كنت قادماً من محافظة حلوان فالميكروباص أيضاً سيوفر عليك عناء إنتظار الأوتوبيس وسيختصر لك الوقت وذلك لمروره من طريق الأوتوستيراد السريع.