![]() |
تابع الممنوع من الصرف(2)
أو معرفة ، نحو : ليلى ، ورضوى . نقول : مررت برضوى .
أو مفردا كما مثلنا ، أو جمع تكسير ، نحو : جرحى ، وقتلى . نقول : سقط في المعركة كثير من الجرحى . أو صفة ، نحو : حبلى ، نقول : وفروا للحبلى قسطا من الراحة . فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة ، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة ، وقد سدت هذه العلة مسد علتين . العلة الأولى : مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث . والثانية : لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة ، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة . 2 ـ الاسم ، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة ، نحو : صحراء . نقول : مررت بصحراء قاحلة . أو الأسماء المعرفة ، نحو : زكرياء ، نقول : سلمت على زكرياء . أو الاسم المجموع ، نحو : شعراء ، وأصدقاء ، نحو : استمعت إلى شعراء فحول . أو الوصف المفرد ، نحو : حمراء ، وبيضاء . 75 ـ نحو قوله تعالى : { اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء }1 . وقوله تعالى : { يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين }2 . يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه ، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا ، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم ، فإنه لا يصح انفكاكها عنه ، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث . ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة ، أو المقصورة فهو غير مصروف ، ـــــــــــــ 1 ـ 32 القصص . 2 ـ 46 الصافات . معرفة كان أو نكرة ، فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى ، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط ؟ قيل : هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر " (1) . ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف ، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة . نحو : خضراء ، وبيداء ، وهوجاء . فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف . نحو : هواء ، وسماء ، ودعاء ، ورجاء ، ومواء ، وعواء ، وغيرها ، نقول : هذا هواءٌ بارد . بتنوين هواء تنوين رفع . ونقول : رأيت سماءً صافية . بتنوين سماء تنوين نصب . ونقول : غضبت من عواءٍ مزعج . بجر عواء وتنوينها بالكسر . أما كلمة " أشياء " فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس . 76 ـ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ }2 . وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف : 1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة ، وهي اسم جمع لـ " شيء " ، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف . 2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء ، وإن أصلها " أشيئاء " ، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا . 3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء " : " أفعال " ، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في ــــــــــــــ 1 ـ الأصول في النحو ج2 ص83 . 2 ـ 101 المائدة . آخره ألف التأنيث . وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح ، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء ، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف " ، و" ثوب " ، وجميعها تجمع على " أفعال " . أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي . والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا ، وإلا لوجب منع نظائرها نحو : أفياء ، وأنواء ، وأحياء ، وأضواء ، وأعباء . 77 ـ قال تعالى : { ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا }1 . فأحياء غير ممنوعة من الصرف . ونستخلص مما سبق : 1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث . 2 ـ لزومها للكلمة ، فهي لا تتغير من أخرها ، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة ، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة . 3 ـ ما كان على صيغة منتهى الجموع " مفاعل ، ومفاعيل " وما شابهما ، وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف ساكنة بعدها حرفان ، أو ثلاثة بشرط ألا ينتهي بتاء التأنيث ، أو ياء النسب ، ويستوي فيما اكتملت شروطه الاسم العلم ، نحو : شراحيل . نقول : تعرفت على شراحيل . والاسم المفرد ، نحو : سراويل ، وجمعها سروالات . ومنه قول ابن مقبل : يمشي بها ذبّ الرياد كأنه فتى فارس في سراويل رامِحُ أو ما كان فيه معنى الجمع ، إذ لا مفرد له من جنسه ، نحو : أبابيل . 78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأرسل عليهم طيرا أبابيل }2 . ــــــــــــ 1 ـ 77 المرسلات . 2 ـ 3 الفيل . أما ما كان على وزن " مفاعل " ، وشبهها ، فنحو : مساجد ، ومنازل ، وحدائق . نحو : يدرس الطلاب في مدارس كبيرة . ومنه قوله تعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله }1 . وقوله تعالى : { والقمرَ نورا وقدره منازل }2 . ومنه قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }3 . وما كان على مفاعيل ، وما شابهها ، نحو : مصابيح ، ومناديل ، ومحاريث ، ومحاريب ، وسجاجيد ، وتماثيل . 79 ـ ومنه قوله تعالى : { وزينا السماء الدنيا بمصابيح }4 . وقوله تعالى : { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل }5 |
مشكور اخي الكريم احمد ميدوا
بارك الله فيك اتمنى ان تكون بتمام الصحه العافيه تقبل مروري ميسسسسسسسسسسسسسسسسسسا |
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
عرض ممتاز بارك الله فيك.." دمت بسلام |
الساعة الآن 07:40 PM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::