ahmed_mido
05-23-2010, 02:08 AM
قصيده (أحقاً رأيتَ الموتَ دامي المخالبِ)
للرائع والاديب ... مصطفى صادق الرافعى...
أحقاً رأيتَ الموتَ دامي المخالبِ========== وفي كلِّ نادٍ عصبةٌ حولَ نادبِ
وتحتَ ضلوعِ القومِ جمرٌ مؤججٌ=========== تسعر ما بينَ الحشا والترائبِ
وفي كلِّ جفنٍ عبرةٌ حينَ أرسلتْ========== رأوا كيفَ تهمى مثقلاتُ السحائبِ
أبى الموتُ إلا وثبةٌ تصدعُ الدجى========= وكم ليلةٍ قد باتها غيرُ واثبِ
فما انفلقَ الإصباحُ حتى رأيتهُ=========== وقد نشبتْ أظفارهُ بالكواكبِ
وكم في حشا الأيامِ من مدلهمةٍ========== قد ازدحمتْ فيها بناتُ المصائبِ
هوى القمرُ الوهاجُ فاخبطْ معي السُّرى========= إذ لاحَ ضوءُ الشمسِ بينَ الغياهبِ
ووطَّنَ على خوضِ المنياتِ أنفساً======== تساوقها الآجالُ سوقَ النجائبِ
فهنَّ العواري استرجعَ الموت بعضها=========== وقصرُالبواقي ما جرى للذواهبِ
أبعدَ حكيمَ الشرقِ تذخرُ عبرةً========= وما هو من بعدِ لرحيلِ بآيبِ
حثوا فوقَ خديهِ الترابَ وأرسلوا========== عليهِ سحاباتِ الدموعِ السواكبِ
لتبكِ عليكِ الصحفُ في كلِّ معركٍ========== إذا ما انتضى أقلامهُ كلُّ كاتبِ
فقدْ كانَ إن هزَّ اليراعَ رأيتهُ========== يصولُ بأمضى من فرندِ القواضبِ
ولم يكُ هياباً إذا حميَ الوغى========= ورفرفتِ الأعلامُ فوقَ الكتائبِ
وكانتْ سجاياهُ كما شاءَها الهدى========== وشاءتْ لأهليها كرامُ المناقبِ
ولا بدعَ أن تعزى الكواكبُ للعلى========== وقد نسبتهُ نفسهُ للكواكبِ
سلوا حامليهِ هل رأوا حولَ نعشهِ============ ملائكةَ من حارب خلف حاربِ
وهل حملوا التقوى إلى إلى حفرةِ الثرى========= وساروا بذاكَ الطودِ فوقَ المناكبِ
وهل اغمدوا في قبرهِ صارماً إذا=========== تجردَ راعَ الشرقَ أهلُ المغاربِ
فكم هزَّهُ الإسلامُ في وجهِ حادثٍ========== فهزَّ صقيلَ الحدِّ عضبَ المضاربِ
أرى حسراتٍ في النفوسِ تهافتتْ========= لها قطعُ الأحشاءِ من كلِّ جانبِ
وما بعجيبٍ إن ذا الدهرِ قُلَّبٌ========= إذا كانَ في أهليهِ كلُّ العجائبِ
للرائع والاديب ... مصطفى صادق الرافعى...
أحقاً رأيتَ الموتَ دامي المخالبِ========== وفي كلِّ نادٍ عصبةٌ حولَ نادبِ
وتحتَ ضلوعِ القومِ جمرٌ مؤججٌ=========== تسعر ما بينَ الحشا والترائبِ
وفي كلِّ جفنٍ عبرةٌ حينَ أرسلتْ========== رأوا كيفَ تهمى مثقلاتُ السحائبِ
أبى الموتُ إلا وثبةٌ تصدعُ الدجى========= وكم ليلةٍ قد باتها غيرُ واثبِ
فما انفلقَ الإصباحُ حتى رأيتهُ=========== وقد نشبتْ أظفارهُ بالكواكبِ
وكم في حشا الأيامِ من مدلهمةٍ========== قد ازدحمتْ فيها بناتُ المصائبِ
هوى القمرُ الوهاجُ فاخبطْ معي السُّرى========= إذ لاحَ ضوءُ الشمسِ بينَ الغياهبِ
ووطَّنَ على خوضِ المنياتِ أنفساً======== تساوقها الآجالُ سوقَ النجائبِ
فهنَّ العواري استرجعَ الموت بعضها=========== وقصرُالبواقي ما جرى للذواهبِ
أبعدَ حكيمَ الشرقِ تذخرُ عبرةً========= وما هو من بعدِ لرحيلِ بآيبِ
حثوا فوقَ خديهِ الترابَ وأرسلوا========== عليهِ سحاباتِ الدموعِ السواكبِ
لتبكِ عليكِ الصحفُ في كلِّ معركٍ========== إذا ما انتضى أقلامهُ كلُّ كاتبِ
فقدْ كانَ إن هزَّ اليراعَ رأيتهُ========== يصولُ بأمضى من فرندِ القواضبِ
ولم يكُ هياباً إذا حميَ الوغى========= ورفرفتِ الأعلامُ فوقَ الكتائبِ
وكانتْ سجاياهُ كما شاءَها الهدى========== وشاءتْ لأهليها كرامُ المناقبِ
ولا بدعَ أن تعزى الكواكبُ للعلى========== وقد نسبتهُ نفسهُ للكواكبِ
سلوا حامليهِ هل رأوا حولَ نعشهِ============ ملائكةَ من حارب خلف حاربِ
وهل حملوا التقوى إلى إلى حفرةِ الثرى========= وساروا بذاكَ الطودِ فوقَ المناكبِ
وهل اغمدوا في قبرهِ صارماً إذا=========== تجردَ راعَ الشرقَ أهلُ المغاربِ
فكم هزَّهُ الإسلامُ في وجهِ حادثٍ========== فهزَّ صقيلَ الحدِّ عضبَ المضاربِ
أرى حسراتٍ في النفوسِ تهافتتْ========= لها قطعُ الأحشاءِ من كلِّ جانبِ
وما بعجيبٍ إن ذا الدهرِ قُلَّبٌ========= إذا كانَ في أهليهِ كلُّ العجائبِ