المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطيٌء/نزار قباني


Nabil
02-17-2009, 02:48 PM
هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطيٌء

نزار قباني


*هَلْ في العيونِ التونسّيةِ شاطيٌء *** تَرتاحُ فوقَ رِمالهِ الأعصابْ ؟

*أنا يا صديقةٌ مُتعبٌ بعروبتي *** فهل العروبة لعنةٌ وعِقابْ ؟

*أَمشي على وَرقِ الخريطةِ خائفاً *** فعلى الخريطةِ كُلنا أَغْراب

*أتكلم الفُصحى أَمام عشيرتي *** وأعيد ... لكن ما هناك جَواب

*لولا العباءاتِ التي التّفوا بها *** مَا كُنتُ أحسبُ أنهّم أَعْرابْ

*يَتقاتلونَ على بَقايا تمرةٍ *** فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابْ

*قُبلاتُهم عربيةٌ ... مَن ذَا رَأى *** فيما رأى قُبلاً لها أَنياب

يا تونس الخضراءُ كأسي عَلقمٌ *** أعلى الهزيمةِ تُشْرَبُ الأَنْخاب؟

*مِنْ أَين يأتي الشّعرُ؟ حين نهارُنا *** قَمعٌ وحينَ مَساؤُنا إِرْهَابْ

*سَرقوا أَصابعنا وعِطْرَ حُروفنا *** فَبأيّ شَيءٍ يُكْتَبُ الْكِتابْ؟

*والحِكْمُ شِرْطيٌ يَسيرُ وَراءنا *** سِرّاً فَنكهةُ خُبزنا اسْتجوابْ

*يا تونس الخضراءُ كيفَ خَلاصُنا؟ *** لمْ يَبقَ منْ كُتبِ السّماءِ كِتابْ

*مَاتَتْ خُيولُ بَني أُميّةَ كُلها *** خجلاً.. وظّل الصرفُ و الإعرابْ

*فكأنّما كُتبُ التّراثِ خُرافةٌ *** كُبرى.. فلا عُمَر.. ولا خَطّاب

*وبيارقُ ابْنُ العَاصِ تمَسحُ دَمْعَها *** وعَزيزُ مِصْرَ بالْفِصَامِ مُصابْ

*مَنْ ذا يُصّدقُ أَنّ مِصْرَ تهّودتْ *** فمقامُ سيدّنا الحسينِ يَبابْ

*ما هَذهِ مِصرْ... فإنّ صَلاتَها *** عِبريةٌ.. و إِمَامُها كَذّابْ

* ما هَذهِ مِصرْ... فإنّ سَماءَها *** صَغُرتْ.. وإنّ نُسَاءها أَسْلابْ

*إِنْ جَاءَ كافورٌ.. فَكمْ مِنْ حَاكمٍ *** قَهَرَ الشّعُوبَ.. وَتاجُهُ قِبْقَابْ

*وخَريطةُ الوَطن الكبيرِ فَضيحةٌ *** فَحواجزٌ ... ومخافرٌ ... وكِلابْ

*والعالَمُ العَربيُّ ....إمَا نَعجةٌ *** مَذبوحةٌ أَو حَاكمٌ قَصّاب ْ

*والْعالِمُ العَربيُّ يَرْهن ُسَيفهُ *** فَحِكايةُ الشّرفُ الرفيعُ سَرابْ

ghida4ever
02-22-2009, 11:09 AM
من أجمل ما قرأت عن نقد حال العرب
نزار قباني دائماً مبدع
شكراً أخي جزاك الله خيراً ... وبارك فيك

اصايل
08-07-2009, 12:51 PM
سلام عليك ورحمة الله وبركاته...**
صدق الشاعر في وصفه للعرب...**

سلم لنا ذوقك أخي...**
دمت بسلام...**

رقيقة المشاعر
08-09-2009, 11:41 AM
من أجمل ما قرأت شكراً أخي جزاك الله خيراً ... وبارك فيك