Nabil
01-11-2009, 12:13 AM
ابن الرومي/الرسام الكاريكاتيري الرائع
د.عثمان قدري مكانسي
قرأت للشاعر العباسي ابن الرومي وصفاً كاريكاتيرياً للأنف مرات عديدة منها
1-
حـملتَ أنفاً يراه الناس كلهم *** مـن ألـف ميل عياناً لا بمقياس
لو شئتَ كسباً به صادفتَ مكتسَباً *** أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
فكان تصويره للأنف رائعاً ، وجعل له فائدتين ، فمنظره الغريب يجلب له مالاً إن أظهره للناس ، وهو سيف يقاتل به .
2-
لك أنف بل أنوفُ *** أنِـفَـتْ منه الأنوفُ
أنت في القدس تصلي *** وهـو بالبيت يطوفُ
فأشكل عليه ، هل لهذا الرجل أنف كبير أم إنها أنوف مجتمعة؟! ولأن أنفه كبير وهو أمامه وصل قبله إلى البيت الحرام في مكة ، بينما يقف الرجل مصلياً في القدس الشريف . وتصور المسافة بين القدس ومكة ألفاً وثمان مئة كيلومتر .
3-
يقتر عيسى على نفسه *** ولـيـس بـباق ولا خالدِ
فـلـو يـستطيع لتقتيره *** تـنـفّس من منخر واحدِ
وتصور معي بخل عيسى هذا حتى تراه يستنشق الهواء من ثقب واحد من أنفه ، ليوفر على نفسه استعمال المنخر الثاني ... قمة في السخرية والهزء من بخله الشديد.
4-
أنفك يا عمرو فيه طول *** وفـي أنوف الكلاب طولُ
والـكـلب واف وفيك غدر *** فـفـيـك عن قدره سفولُ
مـسـتـفـعل فاعل فعولُ *** مـسـتـفـعل فاعل فعولُ
بـيـت كمعناك ليس فيـ *** مـعـنى سوى أنه فضولُ
فشبهه - في البيت الأول - بالكلب ، ثم جعله - في البيت الثاني أحط - من الكلب لأن الكلب وفيّ والمهجوّ غدّار . وفي البيت الثالث ذكر التفعيلات ليدلل في البيت الرابع أن المهجو فارغ المعنى لا قيمة له كالبيت الثالث تماماً .
إن ابن الرومي من أقدم الشعراء الساخرين الهاجين والرسامين الكاريكاتريين الذين لم يجد الزمان بمثله إلا قليلاً.
منقول /موقع رابطة ادباء الشام
د.عثمان قدري مكانسي
قرأت للشاعر العباسي ابن الرومي وصفاً كاريكاتيرياً للأنف مرات عديدة منها
1-
حـملتَ أنفاً يراه الناس كلهم *** مـن ألـف ميل عياناً لا بمقياس
لو شئتَ كسباً به صادفتَ مكتسَباً *** أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
فكان تصويره للأنف رائعاً ، وجعل له فائدتين ، فمنظره الغريب يجلب له مالاً إن أظهره للناس ، وهو سيف يقاتل به .
2-
لك أنف بل أنوفُ *** أنِـفَـتْ منه الأنوفُ
أنت في القدس تصلي *** وهـو بالبيت يطوفُ
فأشكل عليه ، هل لهذا الرجل أنف كبير أم إنها أنوف مجتمعة؟! ولأن أنفه كبير وهو أمامه وصل قبله إلى البيت الحرام في مكة ، بينما يقف الرجل مصلياً في القدس الشريف . وتصور المسافة بين القدس ومكة ألفاً وثمان مئة كيلومتر .
3-
يقتر عيسى على نفسه *** ولـيـس بـباق ولا خالدِ
فـلـو يـستطيع لتقتيره *** تـنـفّس من منخر واحدِ
وتصور معي بخل عيسى هذا حتى تراه يستنشق الهواء من ثقب واحد من أنفه ، ليوفر على نفسه استعمال المنخر الثاني ... قمة في السخرية والهزء من بخله الشديد.
4-
أنفك يا عمرو فيه طول *** وفـي أنوف الكلاب طولُ
والـكـلب واف وفيك غدر *** فـفـيـك عن قدره سفولُ
مـسـتـفـعل فاعل فعولُ *** مـسـتـفـعل فاعل فعولُ
بـيـت كمعناك ليس فيـ *** مـعـنى سوى أنه فضولُ
فشبهه - في البيت الأول - بالكلب ، ثم جعله - في البيت الثاني أحط - من الكلب لأن الكلب وفيّ والمهجوّ غدّار . وفي البيت الثالث ذكر التفعيلات ليدلل في البيت الرابع أن المهجو فارغ المعنى لا قيمة له كالبيت الثالث تماماً .
إن ابن الرومي من أقدم الشعراء الساخرين الهاجين والرسامين الكاريكاتريين الذين لم يجد الزمان بمثله إلا قليلاً.
منقول /موقع رابطة ادباء الشام